الأكراد- جيرانٌ تاريخيون، حماةٌ حاضرون، وتوازنٌ استراتيجي للعرب.
المؤلف: محمد الساعد08.18.2025

الأكراد، هؤلاء الجيران الأقرب للعرب، الذين تتشابك مدنهم وقراهم مع المكونات العربية في العراق وسوريا وصولاً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، لطالما ظلوا محاطين بهالة من الغموض، خصوصًا لدى أولئك الذين يعيشون خارج نطاق العراق والشام. قلة قليلة من الأكراد غادروا ديارهم الأصلية للعمل أو الاستقرار في المدن العربية الأخرى، ففي حين تجد في العواصم والمدن الخليجية جيرانًا من الأتراك والإيرانيين والهنود والأفغان يشاركون الخليجيين حياتهم وأعمالهم، ظل الأكراد يراقبون الأحداث من بعيد، مكتفين بمشاهدة العالم من قمم جبالهم الشاهقة.
على مر العصور، انشغل الأكراد بالدفاع عن هويتهم العرقية الفريدة بين ثلاث قوى إقليمية عظمى، الفرس والأتراك والعرب، وبالسعي الدؤوب لتأسيس دولتهم المستقلة التي طال انتظارها. هذا النضال المستمر ربما أثر في عدم اندماجهم الكامل في المجتمعات العربية. صحيح أنهم يحملون جنسيات عراقية وإيرانية وتركية وسورية، وفقًا للتقسيمات القانونية الحديثة، إلا أنهم حافظوا على هويتهم الكردية المتميزة والمعتزة بذاتها، مما ساهم في الحفاظ على كيانهم الثقافي من الاندثار.
تتوزع كردستان، كما تشير إليه المصادر التاريخية، بشكل رئيسي بين ثلاث دول: العراق وإيران وتركيا، مع وجود جزء أصغر في سوريا. كما توجد أعداد من الأكراد في بعض الدول التي نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق. وتشكل كردستان مجتمعة مساحة تقارب مساحة العراق الحديث، وتتراوح التقديرات حول عدد الأكراد بين 25 و40 مليون نسمة، يتوزعون بنسبة 46% في تركيا، و31% في إيران، و18% في العراق، و5% في أرمينيا وسوريا.
لطالما كان الأكراد عبر التاريخ، منحة من القدر للعرب. فالقائد صلاح الدين الأيوبي، ذو الأصول الكردية، الذي ولد في قرية تابعة لتكريت شرق كردستان، والذي يفتخر العرب بأمجاده وإنجازاته، لم يكن سوى أحد أبرز هبات الأكراد للعالم العربي. يعود إليه الفضل في توحيد الإمارات العربية التي مزقتها الحروب الصليبية التي استمرت قرابة تسعة عقود، وفي استعادة مدينة القدس المقدسة من أيدي الصليبيين. كما أسس الدولة الأيوبية التي لا تزال موضع جدل، هل كانت دولة كردية حكمت العرب أم دولة عربية حكمها الأكراد؟
واليوم، يواصل الأكراد، كما فعل أجدادهم الأوائل، القيام بدور محوري في حماية العرب العراقيين والسوريين من بطش الجماعات الإرهابية المتطرفة في شمال العراق وسوريا. لقد أخذوا على عاتقهم مهمة قتال تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وتحرير المدن والقرى من قبضة هذه العصابات الإجرامية، وملاحقة العناصر المتطرفة التي استباحت الدين والأرواح والأعراض في تلك البلدان.
ويبدو وكأن صلاح الدين الأيوبي يعود مجددًا بزيّه الكردي المميّز، مصحوبًا بجنود البشمركة الأبطال، حاملاً سيفه ومجده وعزيمته القوية، ليعيد الأمن والاستقرار للعرب في العراق وسوريا، كما فعل في الماضي في بلاد الشام وفلسطين.
على الرغم من كل هذه التضحيات، لم يحظ الأكراد بدعم كافٍ من العرب، حتى في الدول العربية المستقلة التي تحررت من الاستعمار منذ حوالي قرن من الزمان، وظلوا يجاملون القوميات المجاورة على حساب حقوقهم المشروعة. أعتقد أنه من الأهمية بمكان، من الناحية الاستراتيجية، أن نقيم علاقات وطيدة مع شعب مخلص وقوي مثل الشعب الكردي، لبناء حصن منيع من التوازن الجيوسياسي، قادر على حمايتنا من أطماع وأحلام المغامرين الطامحين في الهيمنة.
على مر العصور، انشغل الأكراد بالدفاع عن هويتهم العرقية الفريدة بين ثلاث قوى إقليمية عظمى، الفرس والأتراك والعرب، وبالسعي الدؤوب لتأسيس دولتهم المستقلة التي طال انتظارها. هذا النضال المستمر ربما أثر في عدم اندماجهم الكامل في المجتمعات العربية. صحيح أنهم يحملون جنسيات عراقية وإيرانية وتركية وسورية، وفقًا للتقسيمات القانونية الحديثة، إلا أنهم حافظوا على هويتهم الكردية المتميزة والمعتزة بذاتها، مما ساهم في الحفاظ على كيانهم الثقافي من الاندثار.
تتوزع كردستان، كما تشير إليه المصادر التاريخية، بشكل رئيسي بين ثلاث دول: العراق وإيران وتركيا، مع وجود جزء أصغر في سوريا. كما توجد أعداد من الأكراد في بعض الدول التي نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق. وتشكل كردستان مجتمعة مساحة تقارب مساحة العراق الحديث، وتتراوح التقديرات حول عدد الأكراد بين 25 و40 مليون نسمة، يتوزعون بنسبة 46% في تركيا، و31% في إيران، و18% في العراق، و5% في أرمينيا وسوريا.
لطالما كان الأكراد عبر التاريخ، منحة من القدر للعرب. فالقائد صلاح الدين الأيوبي، ذو الأصول الكردية، الذي ولد في قرية تابعة لتكريت شرق كردستان، والذي يفتخر العرب بأمجاده وإنجازاته، لم يكن سوى أحد أبرز هبات الأكراد للعالم العربي. يعود إليه الفضل في توحيد الإمارات العربية التي مزقتها الحروب الصليبية التي استمرت قرابة تسعة عقود، وفي استعادة مدينة القدس المقدسة من أيدي الصليبيين. كما أسس الدولة الأيوبية التي لا تزال موضع جدل، هل كانت دولة كردية حكمت العرب أم دولة عربية حكمها الأكراد؟
واليوم، يواصل الأكراد، كما فعل أجدادهم الأوائل، القيام بدور محوري في حماية العرب العراقيين والسوريين من بطش الجماعات الإرهابية المتطرفة في شمال العراق وسوريا. لقد أخذوا على عاتقهم مهمة قتال تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وتحرير المدن والقرى من قبضة هذه العصابات الإجرامية، وملاحقة العناصر المتطرفة التي استباحت الدين والأرواح والأعراض في تلك البلدان.
ويبدو وكأن صلاح الدين الأيوبي يعود مجددًا بزيّه الكردي المميّز، مصحوبًا بجنود البشمركة الأبطال، حاملاً سيفه ومجده وعزيمته القوية، ليعيد الأمن والاستقرار للعرب في العراق وسوريا، كما فعل في الماضي في بلاد الشام وفلسطين.
على الرغم من كل هذه التضحيات، لم يحظ الأكراد بدعم كافٍ من العرب، حتى في الدول العربية المستقلة التي تحررت من الاستعمار منذ حوالي قرن من الزمان، وظلوا يجاملون القوميات المجاورة على حساب حقوقهم المشروعة. أعتقد أنه من الأهمية بمكان، من الناحية الاستراتيجية، أن نقيم علاقات وطيدة مع شعب مخلص وقوي مثل الشعب الكردي، لبناء حصن منيع من التوازن الجيوسياسي، قادر على حمايتنا من أطماع وأحلام المغامرين الطامحين في الهيمنة.